2010/03/21



إلى مدَّعى الفكر : سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ
كتبت : شيماء عبد الرحمن الدبيكي

هل تبحث عن الشهرة ؟ هل تعلم أن الطريق سهل إليها؟ نعم لقاد صار أسهل مما تتخيل فما عليك إلا أن تكون مفكرا تلهث خلف حرية الفكر حتى تصل إلى مبتغاك.
أنا لا أهرتل تابعوا للنهاية لتعوا عم أتحدث.
كثيرون فى عصرنا من مدعى الفكر يتبنون أفكارا شاذة وأكثر منهم يروجون لهذه الأفكار بجهل من خلال معارضتها أو الرد عليها , حتى أن أسهل طريق للشهرة الآن أن تقول أنك ملحد أو علماني وتبدأ فى سرد أفكارك المعادية للدين عامة وللإسلام خاصة بالتهجم على عقيدته والتعدي على تعاليمه سبا وتجريحا تارة وتارة أخرى بالحديث بلسان الإسلام وهذا لا يعنى أن تكون فاهما عن الإسلام _لأن الفاهمون دائما يسلمون التسليم الحق لهذا الدين_ أو بطريق آخر بالخوض فى شواذ الأمور وقضايا الخلاف التي تثير حفيظة الناس وتستفز مشاعرهم , كذلك بإمكانك أن تثير نبوءةً ما تتعلق بالموت والحياة أو بأحد المشاهير أو حتى بمصير الأرض.
هذا هو ما أتحدث عنه وهذه هي أقصر السبل فى زماننا إلى الشهرة ويا لها من طرق فائحة الرائحة .
إن حرية الفكر مكفولة كغيرها من الحريات ما لم تضر بشخص أو جماعة أو كيان , أما الحرية المطلقة فلا وجود لها فى الحياة , وإلا فالعنصرية فكر يعتقد صاحبه بأفضلية عرق على آخر يترتب عليه كثير من المفاسد ويقاس عليه كثير من الأفكار التي نحكم عليها بالفساد لما يترتب عليها من إفساد فهي قضية قياسية إلا أن لكل فكر مروجوه فإذا غدت الحرية مطلقة فلهؤلاء أن يسودوا وأن يبيدوا من سواهم.
إننا فى العالم كله شرقا وغربا نؤمن بأن الحرية الفكرية ليست مطلقة أبدا ولن تكون إلا أننا نتغاضى عن هذا فى بعض الحالات لأهداف دنيئة قد تكون فردية كالشهرة أو تكون سياسية للإساءة إلى فرد أو كيان أو التشويش على قضايا أخرى أكثر أهمية وتهميشها بجذب انتباه العامة من الضعفاء والسفهاء والمندفعين إلى أمور تستفزهم وتثير مشاعرهم ونوازعهم ؛ أمور غير ذات قيمة قد تموت فى مهدها إن لم نعرها انتباها.
لقد استشرت هذه الظاهرة كمرض معدٍ فلا يكاد ينقضي يوم حتى نقابل أحد مدعى الفكر يعرض لأمر شاذ أو لربما يعرض لقضية عادية لكن لا يخل عرضه من الشذوذ والعجيب أننا قد نخالفه ونعترض عليه إلا أننا لا ننفك ننشر آراءه بطرحها ومناقشتها فى مجالسنا ومنتدياتنا حتى نصنع منها قضية كبرى.
خلاصة القول إخوتي وأخواتي إن علينا أن نفكر قبل أن ننجرف وراء عاطفتنا وأن نحكم عقولنا ونسأل أنفسنا عن تبعات ردود أفعالنا فللقضية أبعاد متعددة يجب أن تأخذ فى الحسبان ولنرد على هؤلاء كما قال الله تعالى:
"وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ" القصص:55

هناك تعليقان (2):

  1. مقال متميز بأحيكى عليه.... كل يوم واحد يطلع بفكرة او وجهة نظر غريبة يقلب بيها الدنيا .....وياريت تبقى مفيدة او حاجة ليها معنى ....بتبقى فكرة متخلفة ترجعنا ورا 100 سنة

    ردحذف
  2. أهلا بيكى أختى شيماء نورتى المدونه
    فعلا دى بقت موضه
    ربنا يعافينا والحمد لله على نعمة العقل ونعمة الإسلام وكفى بها نعمه
    تشرفت بمرورك فلا تحرمينى شرف تواصلك

    ردحذف