2010/05/13




بنحب الحياة من غير فيروس سى
الحملة الأهلية لمكافحة الفيروسات الكبدية

د. صفا الخولى المدير العام للحملة :
_ نتبرع بعلاج 250 حاله فى القصر العيني و المعهد القومي للكبد فى المنوفية كمساهمة منا فى علاج مرضى فيروس سى
_لا توجد دراسات يقال عنها أنها دقيقه فهي كلها تكهنات و كل أسرة بها فرد مصاب بفيروس سى
_ مصر بحاجة لأي مساعدة قد نحصل عليها

أجرت الحوار: شيماء عبد الرحمن الدبيكي
Shimaa5@hotmail.com

لا يختلف اثنان على أن الالتهاب الكبدي الوبائي أو ما يفضل البعض أن يسميه بالوباء الصامت قد استشرى فى مجتمعنا المصري بصورة تستدعى وقفة صارمة حقا خاصة وأن بعض الآراء تشير إلى أن نسبة الانتشار تعدت ال25 بالمائة وأنا شخصيا أعتقد أنها تعدت ذلك بمراحل حيث لا تكاد تخلو أسرة من مصاب بهذا المرض, وتدور بأذهاننا تساؤلات عديدة حول حقيقة عدم وجود إحصاء دقيق لحصر الحالات المصابة, وعن اتساع الفترة الزمنية لانتشار الوباء دون تحقيق تقدم يذكر فى القضاء عليه فلازالت الأعداد فى تزايد , ولماذا لا تلجأ وزارة الصحة المصرية إلى منظمة الصحة العالمية للحصول على مساعدات للقضاء على هذا الوباء كما فعلت بعض الدول بشأن أوبئة أخرى وحصلت على مساعدات بالمليارات , والسؤال الأكبر الذى يطرح نفسه لماذا لا تتكاتف مؤسسات المجتمع المصري وحكومته لمكافحة هذا الوباء وإعلان حالة التأهب القصوى للقضاء عليه وبذل الملايين كما فعلت تجاه أنفلونزا الطيور والخنازير؟
كل هذه التساؤلات وغيرها تطرح نفسها على الساحة والإجابات مبهمة وغير واضحة .
وقد أشار الإعلامي اللامع عمرو الليثى فى حديثه بإحدى حلقات برنامجه الشهير (واحد من الناس ) أنه فيما يبدوا أنها سياسة  حكومية جديدة لتحديد النسل وتقليل الكثافة السكانية وأنا شخصيا اتفق مع هذا الرأي كثيرا فهي سياسة عالمية خفية لكنها مفضوحة خاصة مع هذا التخاذل تجاه هذه القضية وغيرها ليس فى مصر فحسب ولكن فى العالم كله وليست المطالبات بمحاكمة منظمة الصحة العالمية حول قضية أنفلونزا الخنازير إلا دليلا على صحة هذا الرأي.

فى إطار هذا الموضوع يطالعنا وجه مشرق

بنحب الحياة من غير فيروس سى

تلك هي الحملة الأهلية لمكافحة الفيروسات الكبدية

برعاية مجتمعات مدنيه وأهليه: جمعية الكشافة والمرشدات , نادي ليونز حورس وشركة مينا فارم
  حملة توعية عن فيروس (سى) طرق العدوى , طرق الوقاية , أعراض الفيروس و خطوات العلاج , و الحملة ممتدة على مدار هذا العام.
ومع مطالعة هذا الوجه المشرق لبعض الجهود المبذولة فى هذا الصدد كان لابد لنا من وقفة وكان لنا هذا اللقاء مع الدكتورة صفا الخولى مدير عام حملة( بنحب الحياة من غير فيروس سى) وقد بدأت د. صفا حديثها عن الحملة قائلة:

*إن الالتهاب الكبدي الفيروسي سى يعد من أخطر المشاكل التي يواجهها المجتمع المصري وقد فكرنا فى نشر الوعي بين الناس حيث أن جزءا  من المشكلة هو غياب الوعي مما يساعد على نشر المرض بصورة أكبر وهى حملة أهلية بتحرك المجتمع الأهلي بتعاون عدد من الجمعيات للوصول إلى أكبر عدد من الناس ونشر الوعي بينهم حيث نبث رسالة الوعي للجمعيات المشاركة وتقوم الجمعية من خلال انتشارها بتوصيل الرسالة إلى فئات المجتمع ومن الأشياء التي فكرنا فى عملها من خلال الحملة هي الخط الساخن (19428) لأنه فى كثير من الأحيان عندما يذهب المريض لطبيب خاصة فى الأماكن الحكومية لا يجد الطبيب الوقت الكافي لتوعية المريض والإجابة على كل استفساراته نتيجة لضغط العدد الكبير من المرضى وربما تكون لدى المريض وذويه استفسارات مما يدفعهم للجوء إلى الأقارب والأصدقاء ليمدوهم بالمعلومات التي تكون فى أغلب الأحيان معلومات مغلوطة ولهذا فكرنا فى إنشاء الخط الساخن بإيجاد أطباء مدربون للرد على الاستفسارات حيث تكون المعلومة صحيحة موثوقة المصدر حيث أن هناك العديد من التساؤلات المتعلقة بالحياة اليومية كمثال ( هل إذا قبل مريض سى أطفالي يعديهم؟ هل يعديهم إذا أكلوا سويا من نفس الطبق؟ إذا جرح ماذا أفعل فى الدم وكيف أنظفه ؟ ) كلها أسئلة مرتبطة بالحياة اليومية وغيرها أسئلة قد تكون أكثر حساسية عن انتقال المرض بين الأزواج  ومن هنا نشأت فكرة الخط الساخن ليكون متاحا للجميع من العاشرة صباحا إلى العاشرة مساء ولتقديم معلومات موثوقة وعلمية.وشعار الحملة ( بنحب الحياة من غير فيروس سى ) هي دعوة للتفاؤل فحتى وإن كانت التجربة قاسية فسوف نتخطاها ونتغلب عليها.

_فى الحقيقة أنا أرى أن هدف الحملة جميل جدا ونحن فعلا فى مصر بحاجة إلى مثل هذه الحملة وربما بشكل أقوى وبحاجه إلى من يساعد الناس مساعدة عملية أيضا وأتساءل هل هناك أي تنسيق عملي بين الحملة وبين مستشفيات أو معاهد الكبد أو التأمين الصحي؟

*نعم فنحن متبرعين بعلاج 250 حاله فى القصر العيني وفى المعهد القومي للكبد فى المنوفية كمساهمة منا فى علاج المرضى فكما هو معلوم إن علاج هذا المرض مكلف وفى نفس الوقت يصيب فئات قد تكون غير قادرة فلمن يرغب فى فرصة فى هذا العلاج عليه الاتصال بالخط الساخن وتسجيل بياناته ونحن نقوم بإرسال خطاب  ليتوجه به للمركز العلاجي المحدد له .

_مساهمة جميله منكم , أعتقد أنكم قمتم بالتأكيد بعمل دراسات وإحصائيات حول هذا الموضوع قبل تشكيل الحملة فما مدى انتشار المرض فى مصر وما الفئات العمرية المنتشر بينها؟

*أنا لا ارغب فى ذكر هذه المعلومات لأنها ليست بالدقة المطلوبة لكن معروف أن المرض منتشر أكثر فى منطقة الدلتا ومحافظاتها بوجه عام أكثر من الصعيد ولذلك نركز جهودنا فى هذه المناطق بشكل أكبر لأن عدد المرضى فيها أكثر لكن طبعا المرض موجود فى جميع أنحاء الجمهورية

_هل انتم مع القائلين أن المرض زادت نسبته عن أربعين بالمائة داخل مصر أم أنكم ترون أنها مبالغ فيها؟

*فى الحقيقة كما ذكرت أنا لا أرغب فى ذكر أرقام لأنه لا توجد دراسات يقال عنها أنها دقيقه فهي كلها تكهنات لكن ما يمكنني قوله هو انه لا أحد منا لايعرف شخص عزيز عليه مصاب بفيروس سى فالمرض قريب من بيوتنا جميعا.

_هذا يعنى أن كل أسرة بها فرد مصاب بفيروس سى

*بالضبط فالمرض قريب منا والمرض قابل للعلاج وعلى الناس أن يعرفوا كيف يتجنبوا المرض والمصابون لهم أن يعرفوا ماذا يفعلون فى سبيل الشفاء لأن البعض يتصور أنه غير قابل للعلاج ويتعاملون معه على انه قضاء وقدر يتعايشون معه ويقبلونه, ولكن على المريض أن يتخذ موقفا إيجابيا ويبحث عن العلاج لأن العلاج كلما كان مبكرا كلما كانت نتائجه أفضل.

_ وبالحديث عن سياسة العلاج فى هذا الشأن ذكرنا للدكتورة صفا الخولى أن هناك بعض الحالات التى تكتشف إصابتها بالفيروس فتتوجه إلى مراكز العلاج المختصة ويتم تحديد موعد يستغرق عادة فترة زمنية كبيره قد تتعدى الأشهر الثلاث ثم بعد إجراء الفحوصات والتحاليل يتضح إن نسبة الفيروس الموجود فى الدم    ((PCRتكون صغيره وبالتالي لا يعطى المريض علاجا أو بمعنى آخر إن العلاج المدعم يقتصر على الحالات المتأخرة الذين تخطوا نسبة معينة بينما الحالات المبتدئة ليس لها حظ من هذا الدعم أليس هذا هو المتبع؟ فقالت:

*أنا غير متابعة للإجراءات المتبعة وقد تكون هذه سياسة علاج لا دخل لي بها ولا تعليق لي عليها كل ما أعرفه أن العلاج المبكر نتائجه أفضل وأحيانا يقرر الطبيب أن الحالة لا تستدعى علاجا وقد يؤجل العلاج فالطبيب هو الذى يحكم على حالة المريض.

_ضمن ما يردكم من أسئلة هل تأتيكم أسئلة عن حالات أطفال؟
نعم تأتينا لكن علاجنا لم تجر عليه أبحاث على الأطفال لذا نوجه الناس للسؤال فى الأماكن المختصة فى وزارة الصحة لكن حتى العلاج الذى وفرناه ل250 شخص ليس منهم أطفال لأن علاجنا كما ذكرت لم تجر عليه أبحاث على الأطفال.

_ هل نفهم من ذلك أن هناك تركيبة علاجيه خاصة بشركة مينا فارم أم أنه العلاج المتعارف عليه؟

*هو العلاج المتعارف عليه لكن يجب أن أجرى أبحاثي أولا قبل أن أقرره للأطفال

_هل يعنى ذلك أنه لا علاج معتمد للأطفال وما العمل مع هذه الحالات؟

*لا, هناك علاج معتمد للأطفال لكن ليس من عندي

_جدير بالذكر أن يعلم القارئ أن مصر نجحت في إنتاج «الإنترفيرون» ممتد المفعول، كثالث دولة على مستوى العالم تنجح في ذلك، وأن النتائج البحثية التي قام بها العلماء، على مدى الثلاث سنوات الماضية في مختلف أنحاء مصر، توضح جليا مدى فاعلية العقار المصري، وأنه لا يقل بحال عن نظيره الأجنبي، بل يفوقه لكون أعراضه الجانبية أقل، بشهادة المعامل ووحدات الأبحاث المحايدة العالمية.

وبسؤال الدكتورة صفا الخولى:فى رأيك الشخصي من خلال تعاملك مع القضية وبحثك فيها هل تعتقدي أننا فى مصر بحاجه لطلب مساعدة منظمة الصحة العالمية  للتدخل فى قضية الفيروسات الكبدية؟

* نحن بحاجة لأي مساعدة قد نحصل عليها لأن المشكلة كبيره جدا وتؤثر على عدد كبير من الناس وتداعيات المرض قاسية ومكلفة

_وكذلك امتداده على مدى زمني كبير فمن المفترض أن تتم مكافحة الأوبئة والقضاء عليها فى فترة زمنية محدودة إلا أن فيروس سى امتد عشرات السنين

*توضح د. صفا أنه لم يكن مكتشف منذ عشرات السنين فتاريخيا سبب انتشاره فى مصر وأنها تمثل الدولة رقم واحد عالميا فى انتشار المرض بالنسبة لعدد السكان هو علاج البلهارسيا حيث ظنوا وقتها ان الغلي يعقم الحقن وكانت المحقن يستخدم لأكثر من فرد بهذه الطريقة ولم يكن وقتها فيروس سى معروفا ولما اكتشف المرض اكتشف العلم الحديث أن الغلي لا يقضى عليه.
وتضيف د. صفا أن هذا المرض اكتشف فى أوائل الثمانينات وحتى أؤكد  أن المريض شفى تماما من المرض يتناول المريض علاجا لمدة عام ثم ننتظر بعدها ستة أشهر حتى أقرر أن هذا المريض قد شفى مما يعنى أن الحالة تحتاج إلى عام ونصف لتقرير الشفاء التام إذا لا يوجد ما يسمى قضاء سريع عليه لأن العلاج ليس سريعا

ما أقصده هو تداول القول من بعض الجهات بأن المرض تحت السيطرة برغم أن الواقع يؤكد تزايد الحالات والأخطر من ذلك أن كثيرا من الناس مصابون ولا يعرفون فغالبا من يكتشف إصابته بالمرض أحد اثنين إما أن يكون أحد أقربائه مصابا فيصاب بالفوبيا ويسارع بالتحليل ليكتشف أنه مصاب أو أن يكون أحد المسافرين للخارج ويكتشف قدرا انه مصاب لكن أغلب العامة من الناس ليس لديهم وعى كما ذكرتى ولا يعرفون إن كانوا مصابين.

*لذلك هذا هو دورنا فى زيادة الوعي وتوعية المريض بالسعي للعلاج فلا ننتظر حتى تظهر عليه أعراض المرض لأنه بظهور الأعراض تكون الحالة بدأت بالتدهور وما لم تظهر عليه أعراض فالأمل كبير فى العلاج.

_هناك ما يقال حول أن العلاج بالإنترفيرون نسبة نجاحه أو نسبة الإستجابه  ليست كبيره  فما توضيحك لهذه النقطة؟

*لا , نحن نعالج باستخدام الإنترفيرون المصري ونسبة الإستجابه ليست قليلة بالمرة ولدينا أبحاث منشورة تؤكد ذلك , لكن الفكرة كما ذكرت هي اختيار المريض الموفق فلو أنني أعالج حاله متأخرة تعانى من مشاكل كبيره بالكبد و ظهرت عليها الأعراض فهو مثله مثل مريض السرطان والعياذ بالله عندما يبدأ فى العلاج الكيماوي مثلا فإن العلاج يجهده فلو أنه تم علاجه مبكرا يمتثل للشفاء لكن إذا أعطى العلاج فى وقت متأخر تكون مشقة العلاج بالإضافة إلى مشقة التعب فلا يعطى نتائج عاليه فالفرق ليس عما إذا كان العلاج ناجحا أم لا ولكن الفكرة حول توقيت اكتشاف المرض و علاجه ومن هنا نقول أن العلاج المبكر يكون أفضل وان على المريض الا يتجاهل المرض لعدم ظهور أعراض وألا ينتظر ظهور أعراض لأن مساعدة الكبد وهو فى حالة جيده أفضل كثيرا من مساعدته وهو فى حالة تليف و تعب.

_يسعدني كثيرا ما سمعت من سيادتك وهذا فعلا أمر عظيم وشيء جميل ان نعلم أن  هناك من يهتم بهذه الصورة وإن كنا بحاجة ماسة لأن يكون هناك تنسيق بينكم وبين مستشفيات ومراكز الكبد فى مراكز الجمهورية

* نحن نوجه المرضى للعلاج فى القصر العيني ومعهد الكبد فى المنوفية على أساس أنهما أكثر جهتين علميتين وكذلك بعض المرضى نوجههم على مستشفى أحمد ماهر

_ هذا يعنى أن تركيزكم منحصر بعض الشيء فى القاهرة؟

* لا فهناك تعاون مع المعهد القومي للكبد بالمنوفية .

_نعم ولكن هناك مستشفيات فى مراكز الأقاليم الأخرى متخصصة  وكما تعلمين أن العلاج خاصة فى بدايته يكون مجهد ومتعب جسديا للمريض ففكرة السفر للقاهرة أو المنوفية لمتابعة العلاج أسبوعيا ستكون صعبة ومرهقة للكثيرين فمن المفترض أن يكون هناك تنسيق مع جهات أخرى على مستوى الجمهورية.

*نعم هناك بالطبع ولكن لم يعلن عنه بعد لأنها مازالت فى مرحلة التنسيق وعندما تنتهي سيتم الإعلان عنها ولكن ما ذكرت سابقا هو ما تم الإعلان عنها حتى الآن.

_ختاما لا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص الشكر للدكتورة صفا الخولى مدير عام حملة (بنحب الحياة من غير فيروس سى ) على هذا اللقاء المثمر وعلى إبرازها لأهم الأمور التي تتعلق بقضية انتشار الفيروسات الكبدية وكان أبرزها أننا بحاجة للحصول على كل مساعدة ممكنه لمكافحة هذا الوباء وان توقيت اكتشاف وعلاج المرض يعد عاملا أساسيا يحدد مدى استجابة المريض ومدى نجاح العلاج
ونذكر القراء مرة أخرى برقم الخط الساخن للحملة (19428) للإجابة على كل أسئلتكم واستفساراتكم بأسلوب علمي بواسطة مختصين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق