2010/05/15


لقاء أسرار الغد مع السيد/ عبد العزيز طارقجى رئيس مجلس إدارة الجمعيـة الفلسـطينية لـحقوق الإنسان (راصـد)




طارقجى:
·        مصر هي أم الدنيا وأم القضية الفلسطينية والتاريخ المصري بفلسطين ليس وليد اليوم
·        الشعب المصري احتضن القضية الفلسطينية في زمن قد تخلت شعوب العالم بأسرها عن الفلسطينيين
·        نحن نولي الاهتمام الأكبر للشعب الفلسطيني لأن القضية المركزية للأمة العربية هي فلسطين وشعبها

أجرت الحوار : شيماء عبد الرحمن الدبيكي

لأن القضية الفلسطينية ليست فقط محل اهتمام كل عربي ومسلم وإنما تهم كل باحث عن العدالة ومؤيد للسلام , ولأن شئون الفلسطينيين من شعب وأسرى ولاجئين ومهاجرين هي قضية إنسانية  تحظى بالاهتمام على كل صعيد؛ كان لنا هذا اللقاء مع السيد/ عبد العزيز طارقجى رئيس مجلس إدارة الجمعيـة الفلسـطينية لـحقوق الإنسان (راصـد), ورئيس اللجنة العليا لحركـة فلسـطينيـون أحـرار بلا قيـود في داخل فلسطين المحتلة, و مستشار لرئيس المنظمة العالمية لمواجهة التطرف لشؤون الإعلام والتحرير (لندن). هذا الناشط الحقوقي البارز فى مجال حقوق الإنسان الذى كرس نفسه للدفاع عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق الفلسطينيين خاصة والذي يحظى بشهرة واسعة فى الأوساط اللبنانية والفلسطينية نظرا لنشاطه الملحوظ على الساحة من خلال تقارير ودراسات الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) والتي تتسم بالجدية والقوة والمصداقية فى تقديم الصورة الحقيقية من قلب الأحداث إلى الحد الذى قد لا يلقى إعجابا لدى بعض المتسلطين والفاسدين إلى حد وصل لمحاولة اغتياله شخصيا والتي باءت بالفشل .
_ بداية نشكركم على أن منحتمونا شرف هذا اللقاء ونود من سيادتكم أن تمنحوا القارئ المصري نبذة عن سيرتكم الذاتية وعملكم فى مجال حقوق الإنسان.

في البدء أود أن أشكركم على استضافتكم لنا وأشكر الأخ المصري الشقيق ، أما بخصوص سيرتنا الذاتية  فأنا لا أحبذ التحدث عن نفسي كثيراً، فأنا إنسان عادي ولدت في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عام 1980 وترعرعت منذ طفولتي بين التنظيمات والفصائل  الفلسطينية وعانيت الألم والظلم في الحياة المريرة التي يعانيها أكثر الشباب الفلسطيني المحروم من حقوقه ومن وطنه فلسطين التي مازلنا نحلم بالعودة إليها وسنعود يوماً رغم أنف الإحتلال، فمن هنا انطلقت لأتبنى مبدأ صحيحاً وسليماً لأدافع عن الفقراء والمظلومين والمهمشين أينما وجدوا  ، فالتقت أفكاري بأفكار زملائي في الجمعية (راصد) وأسسنا هذه الجمعية في مطلع العام 2006 ونحن جميعاً كاليد الواحدة نؤمن بأن حقوق الإنسان  ليست منحة من قبل أحد بل هي حقوق متجذرة في ضمير كل إنسان يؤمن بالعدالة والحرية.
ونذكر بإعلان العالمي للمدافعين عن حقوق الإنسان والذي يتجاهله الكثيرون بأنه يجوز أن يأتي المدافعين عن حقوق الإنسان من الطبقة الثالثة في المجتمع أي يعني أن المدافع يمكن أن يكون شخص عادي بغض النظر عن شهاداته العلمية أو اسمه الاعتباري ولكن عليه أن يكون مؤمن ومقتنع بما يريد أن يقدمه من مسانده ومؤازرة ومساعده لمن هم ضحايا للظلم والإنتهاكات الإنسانية .

_هذا شيء مشرف, نود أيضا أن نعرف القارئ بالجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد):
 نشأتها _ أهدافها _ نشاطها _ انتشارها .
نحن مواطنون عاديون نؤمن إيماناً عميقاً بقضية حقوق الإنسان والسعي لتحقيق العدالة والمساواة، ويربو أعضائنا الناشطين الذين يكرسون جهودهم للعمل في الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي عدة دول حول العالم، فمنَّا محامون وصحافيون وأساتذة خبراء مختصون بقضايا حقوق الإنسان والقانون الدولي ومنهم من يؤمنوا بحرية الكلمة والمساواة بين الناس، من مختلف الجنسيات والخلفيات. وكثيراً ما نضم جهودنا إلى جهود جماعات حقوق الإنسان في دول أخرى دعماً لأهدافنا المشتركة. وهناك دائرة متنامية من المتطوعين الذين يدعمون جهودنا.
كما أن الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد)هي جمعية إقليمية ، غير حكومية وغير سياسية وغير حزبية لا تهدف للربح وتتمتع باستقلالية تامة ، تأسست في أوائل العام 2006 من قبل مجموعة من الناشطين في مجال حقوق الإنسان وقضايا اللاجئين ، بهدف نشر وتعليم مبادئ حقوق الإنسان والدفاع عنها و عن قضايا اللاجئين .وتتخذ من لبنان مقراً رئيسياً لها ويوجد لها مكاتب إقليمية في فلسطين"غزة" ومكتب فرعي في مدينة القدس ومكتب إقليمي في جمهورية مصر وهو تحت التأسيس حتى تاريخه .
ونسعى لتحقيق أهدافنا من خلال ثلاث مجالات رئيسية :
1- 
 رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان .
2-
 تعليم ونشر مبادئ  حقوق الإنسان .
 3-
الأبحاث والدراسات
في لبنان : تعمل الجمعية على رفع مستوى الوعي بثقافة حقوق الإنسان، إضافةً إلى تعميق مفهوم المجتمع المدني لدى اللاجئين الفلسطينيين ، كما تتجه جهودها نحو تعريف كافة الأطراف اللبنانية بواقع وظروف حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ، ونشر ثقافة الحوار البناء من اجل تفعيل عملية التواصل وبناء الجسور بهدف ردم الهوة فيما بين المجتمعين اللبناني والفلسطيني .
من جهة أخرى تدعم الجمعية إدراج مبادئ ومفاهيم حقوق الإنسان كما تضمنتها القوانين  والمواثيق الدولية  في إطار القانون اللبناني ، سيما أن لبنان قد وقع معظم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي أرست هذه المبادئ  وأكدت على أهمية احترامها ، بما يضمن الحقوق المدنية ، السياسية ، الاقتصادية ، الاجتماعية والثقافية للاجئين الفلسطينيين في لبنان لحين عودتهم إلى ديارهم ، التي هجروا منها بفعل الاحتلال الإسرائيلي ، تطبيقاً  للقرار الدولي 194، مؤكدة في هذا المقام ضرورة عمل المجتمع الدولي على إجبار "إسرائيل" احترام وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة .
و على الصعيد العربي والدولي :قامت الجمعية بتعميم فرص العضوية في الجمعية على الصعيدين العربي والدولي فأصبح لها مجموعة أعضاء ومنسقين عامين في عدة دول عربية وأوربية يقومون بتمثيل الجمعية وينشطون بإسمها في مكان تواجدهم ضمن قانون الجمعية ونظامها الأساسي .
والجمعية تعمل للدفاع عن الإنسان بشكل عام وليس الفلسطيني فقط ولكن نحن نولي الاهتمام الأكبر للشعب الفلسطيني لأن القضية المركزية للأمة العربية هي فلسطين وشعبها الذي ظلم ومازال يظلم من المجتمع الدولي والحكومات العربية، كما وأننا نبني علاقات شراكة وتشبيك وتوطيد مع زملاء وأخوة وأصدقاء في عدة مؤسسات عربية ودولية وكثيراً ما نضم جهودنا إلى جهود جماعات حقوق الإنسان في دول أخرى دعماً لأهدافنا المشتركة. وهناك دائرة متنامية من المتطوعين الذين يدعمون جهودنا.

و الهدف الأول والأخير هو الوصول لأكبر عدد من ضحايا الانتهاكات ونحن لسنا الوحيدين ولكننا متميزين في أداء وتقنية عملنا من ناحية تبادل المعلومات وتوثيقها لتصل لأكبر عدد ممكن في المجتمعات العربية والأوربية ، وأما بخصوص المكاتب والممثلين فهم لسان حال الجمعية في أماكن تواجدهم وصلة الوصل بيننا وبين زملائنا وشركائنا في المؤسسات الأخرى، ونحن نأمل أن تكون (راصد) مؤسسة دولية في يوم من الأيام على غرار هيومن رايتس ووتش وأمنستي أنترناشونال ونحن موجودين لنكمل بعضنا مع كافة المؤسسات التي تؤمن بعدالة وقضية حقوق الإنسان وليس للتضارب أو المنافسة.

نود أن نعرف مدى التأييد الذى تحظى به الجمعية على الصعيدين الحقوقي والسياسي؟

للجمعية مناصرين ومؤيدين ومأزرين كثر  على الصعيد السياسي العربي والحقوقي العربي والعالمي  وتحظى الجمعية بقاعدة جماهيرية شعبية كبيرة في الأراضي الفلسطينية وفي العديد من مخيمات اللاجئين وحتى على صعيد مؤسسات المجتمع المدني العربية وذلك نتيجة مواقفها المشرفة في الدفاع عن حقوق الإنسان بشفافية وحيادية .

هل هناك أي تنسيق أو تعاون بينكم وبين منظمات حقوقية أخرى؟

طبعاً التنسيق بيننا وبين الجمعية موجود في كافة نشاطاتنا وإصداراتنا التي نقوم بها بشكل يومي والجمعية هي عضو في الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومقرها جمهورية مصر والتي تنضوي تحت إسمها أكثر من 150 مؤسسة حقوقية عربية ، وأيضا لنا تواجد في عدة تحالفات عربية ودولية وأخرها إنضمامنا إلى التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب "إيكاوس"  والذي يضم أكثر من 15000 مؤسسة حقوقية عربية ودولية وعالمية .

علمنا أنكم تواجهون اضطهادا فى أنحاء شتى فهلا وضحت لنا حقيقة الأمر والسبب وراء هذا الاضطهاد؟
في الحقيقة ليست المرة الأولى التي نواجه فيها إضطهاد وتهديدات ومنها ما قد وصل أحياناً للإباحة بالقتل والتحريض على قتلنا والتعدي علينا في بعض الأحيان وطبعا ذلك يصدر دائما عبر بعض الشخصيات والجهات التي لديها حب التسلط على رقاب العباد والذين قد تفشى الفساد والإجرام والمتاجرة بأرواح الناس في نفوسهم وذلك يأتي على خلفية مواقعنا وتصدينا للانتهاكات التي تمارس ضد الأبرياء دائماً ولكن هذا الاضطهاد والتهديد لا يهمنا لأننا نعمل وفق قناعات تامة في مبادئنا السامية .

هل ترى أن الحقوقيون ينالون  التقدير والاحترام والدعم المستحق لهم فى العالم العربي؟
ليس في كل الدول العربية لأن أغلبية الحكومات العربية تحاول تلميع صورتها أمام المجتمع الدولي بما يخص حقوق الإنسان والمدافعين عنها ولكن للأسف في عالمنا العربي مازالت تقمع الحريات وتكمم الأفواه ويعتدي على المدافعين في وضوح النهار وفي الأغلب يكون الجاني جهة حكومية أو تنظيم سياسي مقرب من جهة حكومية .

ما هي أبرز القضايا التي أثارتها الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان والتي كان لها صدى فى الأوساط الحقوقية والإعلامية؟
هناك العديد من القضايا المهمة التي عملت عليها الجمعية فمثلاً نحن الجمعية الحقوقية الأولى التي كشفت عن أسماء الشبكة الإجرامية التي كانت ترتكب جرائم قتل وتعذيب وتنكيل بحق الفلسطينيين اللاجئين في العراق بعد الغزو الأمريكي وإحتلال بغداد وكان لنا ملف كبير بهذا الصدد ، وفي لبنان الجمعية الوحيدة الفلسطينية التي إنتقدت كافة الفصائل والقوى وكشفت عن إنتهاكات جسيمة داخل المخيمات وأخرها كان موضوع المخدرات ومحاولة ترويجها في المخيمات الفلسطينية ، وكما أننا ساهمنا بقدر كبير في توثيق الجرائم الإسرائيلية في عدوان غزة وقدمنا شهداء من أقرباء أحد أعضائنا الناشطين في غزة وتحركنا بشكاوي ضد قادة إسرائيليين ومازلنا نصدر الدراسات والأبحاث والتقارير التي تؤكد على عدم شرعية كيان الإحتلال وعلى تورطه بجرائم ضد الإنسانية حيث يجب المحاسبة عليها في القانون الدولي .

من خلال تعاملكم مع القضية الفلسطينية على أرض الواقع هل ترون أن اللاجئين الفلسطينيين يحظون بحقوقهم وكذلك لا يفوتنا أن نذكر الفلسطينيين المهاجرين ؟
للأسف اللاجئون الفلسطينيون لايحظون بأبسط حقوقهم في الدول العربية وهي حقوق مشروعه  في كافة المواثيق والقرارات الدولية لاسيما المتعلقة بحقوق الإنسان وللأسف أن كافة الحكومات العربية تنادي بحقوق الإنسان ولم تلتزم بها أبدا كما يجب وبالأخص تجاه اللاجئ الفلسطيني الذي يتم التمييز ضده في بعض الدول العربية ومنها ما قد يصل إلى التمييز العنصري.

علمنا أنكم تسعون لمد نشاطكم إلى مصر وافتتاح مكتب خاص بالجمعية فى مصر فهل هذا صحيح؟
و ما الهدف من ذلك؟
نعم صحيح إننا نعد لافتتاح مكتب إقليمي للجمعية في جمهورية مصر العربية والأسباب كثيرة وأولها أن مصر هي أم الدنيا وأم القضية الفلسطينية والتاريخ المصري بفلسطين ليس وليد اليوم بل هو ترابط تاريخي ، كما أنه في مصر لا يوجد جمعية فلسطينية تقف إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين من ناحية الإرشاد والتوعية القانونية والدفاع عن حقوقهم المشروعة،وهذا ما دعانا لتكثيف جهودنا لإفتتاح مكتبنا في مصر وقريبا إنشاء الله حيث أن الكادر الإداري موجود والإرادة موجودة لدى أعضاء الجمعية في مصر.


هل هناك تنسيق بينكم وبين أي مؤسسات أو منظمات مصرية؟
طبعا هناك تنسيق وتعاون وتواصل مستمر فمؤسسات حقوق الإنسان المصرية من أهم وأعرق المؤسسات على الصعيد الدولي والتواصل بيننا وبينهم من أولى أهميات عملنا .

تعلمون أن الشعب المصري محب للفلسطينيين ومتعاطف معهم بشده فهل ترون أن الفلسطيني فى مصر يعامل معاملة حقوقية سليمة أم أن هناك تجاوزات بحقه, وهل ترون أن الفلسطيني فى مصر يحتاج إلى جهة حقوقية ترعى حقوقه؟
الشعب الفلسطيني والشعب المصري هم شعب واحد من حيث الإرتباط التاريخي والأخلاقي والإنساني فيما بينهم، كما أن الشعب المصري احتضن القضية الفلسطينية في زمن قد تخلت شعوب العالم بأسرها عن الفلسطينيين ، أما على صعيد المعاملة فهي أفضل من المعاملة التي تقدمها باقي الدول العربية ولكن ليست بالمعاملة الجيدة وأنا أقصد معاملة الدولة وليس الشعب ، لأن الشعب المصري من الشعوب الحية التي لها تاريخ وأرث نضالي ووطني.

دور مصر فى رعاية القضية الفلسطينية كيف ترونه؟
لتعامل ولكن لولا الدور طبعا الدور المصري في رعاية القضية الفلسطينية دور كبير ومهم ولا يمكن تجاوزه أبداً بغض النظر عن بعض المؤاخذات في طريقة االسياسي المصري لما كنت القضية موجودة لهذه اللحظة.

هل هناك رسالة تحب أن توجهها للقارئ المصري من خلال هذا اللقاء؟
القارئ المصري ليس بحاجة إلى رسائل فهو يقدر الضيف ويقدر الجار والرسالة الوحيدة التي أوجهها له هي التحية والتقدير

ختاما لا يسعنا إلا أن نتقدم لكم بخالص الشكر على تشريفنا بهذا الحديث داعين الله أن يمنيكم التوفيق لكل ما يحب ويرضى

وأنا يسعدني أن أشكر جريدتكم الغراء وأحييكم على كل ما تبذلوه في دعم مسيرة حقوق الإنسان في المنطقة العربية
عبد العزيز محمد طارقجى

كان هذا لقاؤنا مع السيد/ عبد العزيز طارقجى رئيس مجلس إدارة الجمعيـة الفلسـطينية لـحقوق الإنسان (راصـد) والذي أوضح  لنا العديد من النقاط الهامة كان أبرزها إلقاء الضوء على طبيعة العمل الحقوقي على الصعيد العربي والصعوبات التي يواجهها وكذلك الحديث عن أهمية الدور المصري فى القضية الفلسطينية و أن الشعب الفلسطيني والشعب المصري هم شعب واحد من حيث الارتباط التاريخي والأخلاقي والإنساني فيما بينهم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق